الأحد، 26 أغسطس 2018

وظائف قد تعرضك للإصابة بالعقم


في الخمسين سنة الماضية انخفضت جدودة الحيوانات المنوية بشكل رهيب. بعد مراجعة واحد وستين بحثاً نشر ما بين العام 1938 و 1991 وبعد القيام بدراسة وضع الحيوانات المنوية عند ما يقارب خمسة عشر ألف رجل تبين أن جودة وكثافة هذه الحيوانات المنوية قد انحدرت بنسبة 50 بالمائة. وفي دراسة أخرى أجريت على الرجال البريطانيين الذين ولدوا ما بين 1951 و 1975 تبين أن كثافة السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية الإجمالية عند القذف ينخفض بمعدل 2,1 بالمائة سنوياً. واليوم المسئول المباشر عن 90 بالمائة من حالات العقم هو عدد الحيوانات المنوية.







الواقع أن تناقص عدد الحيوانات المنوية مسألة خطرة. فالحيوانات تنتج من الحيوانات المنوية ما يصل إلى 1400 ضعف الحاجة المطلوبة عندها. أما الإنسان فينتج ضعفين إلى أربعة أضعاف الحاجة المطلوبة للخصوبة عنده. إذن ما الذي يجري ؟
لعل ما ساهم في انخفاض جودة السائل المنوي عند الإنسان هو العوامل البيئية وليس العوامل الجينية. من هذه العوامل نذكر تزايد التلوث وأسلوب الحياة غير الصحي والضغط النفسي ونقص التغذية. فالتدخين على سبيل المثال يقلل من كثافة السائل المنوي حوالي 24 بالمائة أما الكحول فهي سامة للجهاز التناسلي عند الرجل وقد تسبب تدهوراً كبيراً في جودة السائل المنوي كما قد تسبب للمدمنين على الكحول عقماً تاماً. الواقع أن الإفراط في التدخين والكحول يستنفد من الجسم العناصر الغذائية الأساسية لا سيما منها فيتامينات B التي هي ضرورية للصحة التناسلية. والقهوة سيئة للرجال الذين يريديون الإنجاب, فقد أظهرت الدراسات أنه كلما زاد استهلاك القهوة قلت جودة السائل المنوي.


إن تزايد ممارسة الجنس جزء من المشكلة أيضاً فالامتناع عن الممارسة لبعض الوقت يزيد من كثافة السائل المنوي علماً أن الرجل اليوم يمارس الجنس أكثر من نظيره قبل خمسين عاماً. ولكن أخطر عامل هو التعرض للمواد الكيميائية البيئية التي تقلد الأستروجين (هرمون نسائي). إن هذه المواد لا تؤدي فقط إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية عند الرجل بل تؤدي أيضاً إلى سرطان الخصيتين. ومع أن معظم الرجال لا يعتقدون أنهم في خطر إلا أننا نواجه هذه المواد كل يوم فهي موجودة في الدهانات (الصباغات) والمواد البلاستيكية والغلافات التي توضب فيها الأطعمة والمبيدات ومستحضرات التجميل. اعلم إذاً أنك إذا أعدت طلاء جدران البيت أو تناولت طعاماً أو شراباً مغلفاً أو موضباً بمواد بلاستيكية واستخدمت مواد التنظيف والعناية بالجسم والبشرة من معجون حلاقة إلى عطر ما بعد الحلاقة فغير ذلك.. فإن هذه الأمور قد تؤثر في عدد الحيوانا المنوية لديك


إذا كنت أنت وزوجتك تتعرضان للمواد الكيميائية في عملك فقد يكون لهذا عظيم الأثر على خصوبتك. فهؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة للخطر, هذا ما بينه التقرير البحثي الذي قامت به جمعية: Ass of Scientific, Technical and Managerial Staffs . أما العمال الذين يتأثرون فهم عمال معامل النسيج والممرضات اللائي يمسسن بعض الأدوية المضادة للسرطان وأي شخص يتعرض لبعض الأصباغ والمواد المذيبة والمواد الكيميائية التي تقضي على الأعشاب الضارة. فالأشخاص الذين يتعرضون باستمرار مثلاً للرصاص أو الزئبق في المعامل أو عمال المستشفيات أو العمال الذين يستخدمون المواد المذيبة في المختبرات أو معامل الأنسجة أو المعامل البتروكيميائية هم أشخاص معرضون أيضاً للإجهاض أو لولادة الجنين ميتاً أو التشوهات الخلقية. ونقلت دراسات أخرى حدوث عدد كبير من التشوهات الخلقية كتشوه العمود الفقري والوجه عند أطفال الآباء الذين يتعرضون في أعمالهم إلى المواد الكيميائية الزراعية.
تترك بعض الأدوية التي يصفها بعض الأطباء تأثيراً سلبياً على السائل المنوي. نعطي مثالاً على تلك الأدوية: Susphasalazine المستعمل لمعالجة أمراض الأمعاء والتقرحات المعوية. المعروف عن هذا الدواء أنه يقلل عدد الحيوانات المنوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السبب الرئيسي لأنخفاض الخصوبة عند الرجل و المرأة

كمية عالية من الهوموسيستين يؤدي إلى انخفاض الخصوبة لدى النساء والرجال Homocysteine ​​هو مادة شبيهة بالبروتين الموجود بشكل طبي...