مخاطر الزئبق علي صحة الإنسان

المثل الإنكليزي الذي يقول: “مجنون كصانع القبعات” نشأ بسبب قيام صانعي القبعات قديماً باستخدام الزئبق لصقل رؤوس القبعات به, والزئبق كالرصاص سام جداً. الواقع أن ارتفاع معدله هو عامل يعيق نمو الجنين والنطفة. في الفترة الممتدة ما بين العام 1953 والعام 1960 حدثت كارثة خليج مينيماتا اليباني. فقد مات عدد كبير من الناس وولد على عدد كبير من الأطفال مشوهين بسبب تناول أهاليهم السمك الملوث بالزئبق الذي انتقل إلى هذه الأسماك من خلال ترشح الزئبق إلى أجسام السمك من مصنع محلي لصنع البلاستيك.

المعروف الآن أن من السهل مرور الزئبق من الأم إلى الجنين عبر المشيمة علماً أن دم الجنين يحتوي على أكثر من عشرين بالمائة من المعدلات الموجودة عند الأم وتتركز وقد يسبب الزئبق إضافة إلى التشوهات الخلقية أو العاهات الجسدية اضطرابات عقلية وخللاً مناعياً واختلالات هرمونية.

للأسف أن السمك بسبب انتشار التلوث, هو من أكبر مصادر الزئبق. كلما كان السمك كبيراً أو مدمناً, ازداد تراكم الزئبق فيه والواقع أن التونا من أكثر الأسماك تلوثاً بالزئبق. تقدر احصاءات العلماء التابعين للحكومة الأميريكية أن امرأة أمريكية من أصل اثنتي عشرة أمريكية أن امرأة أمريكية من أصل اثنتي عشرة أمريكية في عمر الإنجاب, يتركز معدل خطر من الزئبق في دمها بسبب استهلاكها الكبير للسمك. والنتيجة أن قامت ادارة الدواء والغذاء الأمريكية بنصح الحامل بعدم تناول التونا وسمك الإسقمري والقرش والرنكة وسمك أبو سيف ( الأسماك الكبيرة باختصار). وفي بريطانيا تنصح المؤسسة الحكومية المرأة التي تنوي الحمل أن تقلل من استهلاك التونا بمعدل لا يزيد عن أربعة علب متوسطة الحجم أو شريحتين بالأسبوع. كما تنصحها بتجنب استهلاك القرش وسمك أبو سيف والمرلان.

يتواجد الزئبق في المبيدات والمياه الملوثة من نفايات المصانع الكيميائية أما المصدر الآخر الشائع للزئبق فهو حشوات الأسنان. الواقع أن الزئبق المحشو في الأسنان ليس ثابتا ً كلياً فمن الممكن اكتشاف آثار من الزئبق في أنفاس الناس الذين يضعون حشوات من الزئبق في أسنانهم. بعدما تمت إزالة الزئبق من الأسنان انخفض معدل الزئبق في البول لدى العديد من الناس. في السويد منع وضع حشوات الزئبق للحوامل. ومع أن هذا غير ممنوع في باقي أنحاء العالم إلا أن من الحكمة أن تصلحي أسنانك قبل الحمل بعدة أشهر أو بعد الإنتهاء من إرضاع طفلك. ولكن اطلبي من طبيب الأسنان أن يضع حشوات معدنية بديلة أخرى غير الزئبق.